السبت، 16 نوفمبر 2013

حديث المدينة في البريد المصري!!...


حديث المدينة في البريد المصري هذه الأيام حديثاً غثـاً لا معني له ولا جدوى، فهو حديث متكرر ونمطي وممل، فكلما تولي قيادة الهيئة رئيس، وما أكثرهم خـلال السـنوات الثلاثة الماضـية، إلا وبدأت الصراعـات والشائعـات والتصريحـات التي تصـيب المـرء بالغثيـان...

من مع من ؟!.. ومن ضد من ؟!.. سؤال يتـردد مع إلصــاق تهمة العمل لحساب النظـام البائـد، ولا أدري ما هو النظـام البائـد؟!.. نظــام مبـارك وحزبـه، أما نظــام مرسي وجمـاعته، أمـا النظــام الجديــد وبيادته!!.. فأصحـاب المصالح كثـر، والمنافقـين والمطبلـين أكثر، والكـل يلعـب على حبـال منافـعه وذاتيـته، فهذا ما زرعه وخلـفه نظــام مبـارك وحزبـه خــلال ثلاثـة عقــود من الزمن، وحصـاده الآن كالصـريم...

فما أن تولي الرئيس الجديد مع مطلع شهر إبريل الماضي، إلا واكتظـت المصلي بالمصلين، واحتجبت النساء، وتم ترقية بعض الملتحين... ثم ما لبـث أن جـاء 30 يونيو، وتبدل الحال وتنصـل الجميع، فأصبح المصلي خاليـاً، إلا من رحم ربـي، والنساء عدن لسيرتهن الأولي، وصال وجال أتباع مبارك الطامعين بالعودة، باتهام الرجل في الصحف والمنتديات وصفحات التواصل الاجتماعي بأنه من خلايا الإخوان النائمة، وجاء بأمر مكتب الإرشاد للترويج لبيـع الصكوك الإسلامية وإنشاء دفتر توفير إسلامي، فكان منه النفي المتكرر أمـراً طبيعياً تماشياً مع الموجة الجديدة، ورغبة النظام الجديد في إبادة كل ما قبل 30 يونيو، وإعادة نظام ما قبل 25 يناير في ثوبه الجديد...  

البعض يحاول الزج ببعض العاملين في صراعات ومعارك وهمية، من أجل مصالحه الذاتية، فالبريد المصري من الهيئات الاقتصادية ذات الطابع الحساس المرتبط ارتباطاً وثيقاً بنظام الدولة العميقة، فلا إخوان ولا غيرهم يستطيعون في عام تغيير تركيبة شبكة فساده ومصالحه من الداخل وجهات أخري خارجه أكثر فساداً، بيد أنه من يقرأ المشهد يعرف أن لكل مرحلة متطلباتها ورجالها الأوفياء، وإدوار الرؤساء الأربعة السابقين منذ ثورة 25 يناير شاهدة على ذلك.  

الاتهامات ونشر فضائح وفساد القيادة الحـالية بالصحف والمنتديات، سواء كانت صحيحة أو باطـلة، لن تعـفي من سبقـوه من تأسيس هذا الفساد، فمن تم ترقيـتهم ملتحـين أو غير ملتحـين، أبنــاء وتلاميـذ من سبقوه، وكذلـك من أبعـدهم، ومازالت هناك الأكثرية الفاسدة التي تلعب على كل الحبـال وتستطيع مسايرة الجميـع وتعمل في الخفـاء لخدمة مصالحها وأغراضـها الذاتية، سـواء بارتـداء الحجـاب أو المايـوه، حسب الطلب، فالفساد ليس له دين أو وطن...

المهم أن تعرف أين أنت من هؤلاء ؟!..

وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: