الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

فكاهة البريد المصري!!...


يعد أدب الفكاهة من أرقـي الآداب قديـماً وحديـثاً، فمثل هذا اللـون من الأدب يمتـاز بالإنسانية والشمول ويصلح لكل زمان ومكان، فالإنسان ليس حيــواناً ناطــقاً فقـط، بل ضاحـكاً أيضاً، ولديه رغـبة عـارمة في التخفيف بالضحك عن نفسه من أعبـاء الانفعـالات الوجـدانية والتأثيرات العاطفية.

واختلف الأدباء والباحثون في وضع تعريف دقيق للفكاهة لكثرة أنواعها واختلاف مقاصد كل منها، إذ تشمل السخرية والتهكم والهجـاء والنـوادر والطـرفة والدعـابة والمـزاح والنكـتة والقفـشة والتـورية والهـزل والتصوير الساخر... وإذا كانت السخرية هي أرقـي أنواع الفكاهة، وأكثرها تأثيراً لما تحتـاج من دهـاء وخفـاء ومكـر، إلا أن فكـاهة البريد المصري فاقـت كـل هذه الأنواع.

فكاهة البريد المصري هي فكاهة جديـدة من نوعـها، قائـمة على الاستغـفال والاستخـفاف بالعقـول، فهي فكـاهة تفـوق نـوادر جحـا، وبخـلاء الجاحظ، وحكـايات أبو الشمقمق ودعـابات أبو الرقعمق، وغيرهم من ظرفـاء وأذكيـاء العرب، فهي فكاهة ساخرة، ماجـنة بالعقـول، كالذي يقـتل القتـيل ويتـقدم جنـازته ثم يخـلد ذكـراه بنصـب تذكــاري!!..      

فكلما أطل علينا رئيساً جديداً لتلك المؤسسة العريقة، صـال وجـال بمنـع مـزايا من قبله، من مكافآت ومنـح وبـدل سهر لبعض العاملين استهـدافاً للعدالة، ثم ما يلبث أن يمنـح أضـاعفها لمريـديه ومؤيـديه والمقربيـن منه، استخـفافاً واستغـفالاً بالعقـول، لدرجـة أن بدل سهر أحـداهن حالياً يفـوق راتبـها الشهري الشامل، تماماً كفكـاهة شغل المناصب القيادية من خلال لجان حيادية وطبقاً لبطاقات الوصف الوظيفي المعتمدة، بينما يتم جلب بعض شاغلي تلك الوظائف من خارج الهيئة دون معايير أو اختبارات، وتصدر قرارات أخري لبعض العاملين في الخفاء لزوم الدعابة، ناهيك عن العشرات من تلك الوظائف القيادية التكرارية التي لا يوجد لها بطاقة وصف أصلاُ، ويمنح شاغلوها مميزات وحوافز مالية من باب المجاملة والتورية...   
  
كثيراً ما تكون تلك الفكاهات وسيلة للهزل والضحك، والتفريج عن القلوب، أما في عالم البريد المصري، فأنها تكون في العادة سبباً من أسباب ارتفاع ضغط الدم، وتورهم عضلة القلب، ومزيد من الدعاء على هؤلاء الساخرين الظالمين...

احذروا دعاء أبو الشمقمق وقنوت ليل أبو الرقعمق!..

وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: