الجمعة، 1 نوفمبر 2013

الإفصاح في البريد المصري !!...


الإفصاح كلمة خارج قاموس البريد المصري، فالكلمة التي تتردد في العادة بين أوساط المستثمرين وأسواق المال وأروقة البورصة، غيبت تماماً منذ نحو أكثر من عقد من الزمن بالبريد المصري، في ظل التلاعب والاستهانة بالقانون، وتهميش وغض طرف بعض الأجهزة الرقابية.

فإفصاح الإدارة عما تتخذه من قرارات سواء على المستوي التنظيمي والإداري أو المستوي المالي والاستثماري، يزيد من شفافية قراراتها، ويعزز من قدرتها على مواجهة المتنافسين، ويرسخ في الأذهان مفاهيم ثقافة الالتزام والقيم سواء تجاه المتنافسين أو العاملين بالمنشأة، فالدقة والشفافية والوضوح ضمانة أساسية لنجاح الإدارة الرشيدة.

أما إذا كانت إدارة غير رشيدة، كالإدارات المتعاقبة مؤخراً على البريد المصري، فإن نظرية الإفصاح تلك تكون في العادة غائبة بفضل السياسات المتخبطة والقرارات المتضاربة، وتغلغل شبكات المصالح الفاسدة، يجعل أسلوب الإخفاء والمراوغة نهجاً مستمراً من إدارة لأخرى للتغطية على فساد من سبقها.       

فالمتابع للقرارات الإدارية والتنظيمية بالبريد المصري، يجد قيام الإدارة بنشر وإعلان ما يحلو لها دون الآخر، رغم وجود موقع إلكتروني رسمي للبريد المصري، وموقع آخر بشبكته الداخلية، وقد لا يعرف أسبابها ومضمونها، فالبعض يتم ترقيته بدون مسابقة أو إعلان، والبعض الآخر بإعلان ومسابقة واختبارات شكلية، والبعض تخفض درجته الوظيفية دون معرفة الأسباب، وآخر يتم إرضائه لعدم إضراره مالياً وهكذا... ناهيك عن سرية ما يتم التعاقد معهم من خارج الهيئة من ذوي الخبرات الخاصة، وأعداد المستشارين الذين لا يعرف رواتبهم ومزاياهم المالية والعينية الأخري، مما يثير ريبة وغضب الكثيرين من العاملين.

أما الناحية المالية والاستثمارية ، فحدث عن الإفصاح ولا حرج، فأموال البريد المصري واستثماراته المتعددة بالمليارات تضخ في شركات سواء كانت تابعة أو شقيقة أو أوراق ومحافظ مالية وغيرها... وجميعها بالإضافة لقوائمها المالية وحساباتها الختامية هي داخل صندوق أسود، يتملك مفتاحه من فتح الله عليه من الهيئة.

عـدم الإفصاح عن تلك الاستثمارات والشـركات، رغم مخالفته الواضحة لمعايير المحاسبة المصرية وقانون سوق المال، ومخالفـته لمنشور وزارة الماليـة رقم (3) لسنة 2012 بشأن تعـزيـز مبـدأ الإفصاح والشفافية، مؤشـر على فساد الذمم والضمير، إلا أنه مفـيد للغاية لصحة من يعانون من أمراض القلـب وضغـط الدم!!..   
  
وللحديث بقية أن شاء الله ...

ليست هناك تعليقات: