السبت، 21 ديسمبر 2013

بريديون ضد الفساد !!...


البريديون وقد عرفناهم، منهم الصالح، صاحب الضمير الحر والخلق الرفيع، والخشية من الله القدير، ومنهم الطالح، صاحب المنفعة، سارق المصلحة، مؤيد المفسدة، فالبريديون بشر كسائر الجنس البشري منذ أن خلق الله آدم، وأنزله على الأرض، فتصارع أبنيه حتى قتل أحداهما الآخر.

وبين الصالح والطالح، الكثير الذي لا يستطيع تحديد موقفه أو اتجاهه، يترك أمر نفسه ومستقبله إلى غيره، لا يتصارع ولا يحرك للهواء ساكناً، ينظر وينتظر فإذا تغلب الصالح على الطالح ينعم بعدله وصلاحه، وإذا تغلب الطالح على الصالح، يغلب على أمره، ويرضي بالذل والهوان.

أما الفساد، فتلك الدولة العميقة، ذات الأطراف المتبادلة المصالح، الناهبة لثروات وخيرات مؤسساتها وهيئتها من خلال شبكة المنتفعين والمتسلقين والفاسدين، والتي أنهكت قوامها وقدرتها يوماً بعد يوم حتى أصبحت أسيرة وخاضعة لرغبات وأهواء هؤلاء المجرمين، دون استحياء أو خجل.

وإذا كانت الهيئات الفاسدة في مصر مائة، فأعظمها فساداً هيئة البريد، ذلك بسبب تلك التركة الثقيلة التي تحملها من أموال مودعي صندوق التوفير، فبدلاً من استثمارها وتنميتها وجني خيراتها، كانت مطمعاً ومغنماً لبعض هؤلاء الطالحين الفاسدين، الذين لم يتهاونوا في نهب تلك الأموال وهدرها في غيبة وتهاون من الأجهزة الرقابية، دون وازع من دين أو ضمير.

والكثير من البريديين وهم أصحاب المصلحة العليا في كشف ومحاربة هذا الفساد، لا يدركون الصالح من الطالح، فكلما جاءت إليهم إدارة جديدة، وما أكثرهم في السنوات الثلاثة السابقة، ورفعت شعارات محاربة الفساد وتطهير هيئتهم من هؤلاء الطالحين الفاسدين، إلا أنها سرعان ما يتكشف أمرها بالاستمرار على نهج سابقيها، حتى ولو كانت النوايا طيبة واستشعر البعض صلاح أمرها، فموجة الفساد عالية وطاغية، وبطانة السوء وأصحاب المصالح تسرع بنسج شباكها وشركها بخطوات محكمة وقابضة لإفشال أي خطي للإصلاح.

البريديون مثل جموع المصريين ضد الفساد، وضد هؤلاء القلة الطالحة الفاسدة المستبدة، ولكن ينقصهم أمراً هاماً، إلا وهو أن يكونوا جمعاً ضد هذا الفساد، إلا يكون من بينهم ناظر أو غافل أو ساكن، فالبريديون مثل جموع المصريين ينقصهم الاتحاد والإيمان بعزيمة القدرة على هزيمة تلك الدولة العميقة، وقهر تلك الشبكة  الفاسدة التي أهلكت الحرث والنسل، وأفسدت علينا حياتنا وأوطاننا، فالذئاب لا تأكل إلا الغنم القاصية!!..   

وللحديث بقية أن شاء الله...

هناك 5 تعليقات:

Unknown يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
Unknown يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
Unknown يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
Unknown يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
Unknown يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.