الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

تناقضات البريـد المصري !!...



التناقـض هـو قــول الشئ وضـده، أو هو الإثبـات والنفـي في حـالة من الأحـوال، وفي علم المنطـق هو تلازم بين قضيتـين يوجــب صـدق إحـداهما وكـذب الأخـرى، وأهـم مـا يمـيز العقـل البشري قـدرته على إدراك هذا التناقـض، فالعـاقل وحـده هو الذي يستطـيع إدراك الشئ ونقضـيه.

أما منظومة البريد المصري، فأنها خارج هذا المنطق، وخارج العقل أيضاً، فلا أحد يستطيع فك طلاسم بعض تناقضاته، التي تزداد يوماً بعد يوم، وتتناقل عبر سياسات الإدارة من إدارة لأخرى، وتحتاج إلى عباقرة وجهابذة لتفسيرها وتوضيح مراميها وغايتها...

أهم وأخطر تلك التناقضات هو التزام البريد المصري بالفائدة التي يحددها البنك المركزي المصري على إيداعات صندوق التوفير، والتي خفضت مؤخراً من 9% إلى 5ر8%، دون خضوع أموال تلك الإيداعات لولاية أو مراقبة البنك المركزي، بينما فائدة مثيلتها بصناديق التوفير بالبنوك الحكومية والغير حكومية الخاضعة لمراقبته لا تصل إلى 6%، الأمر الذي يؤدي لاجتذاب صندوق توفير البريد لمزيد من إيداعات العملاء عاماً بعد عام، والتي ارتفعت بالفعل من 88 مليار جنية في 30/6/2010 إلى نحو 124 مليار جنيه في 30/6/2013، دون وجود رؤية واضحة وغموض بعض السياسات المالية للدولة لاستثمار تلك الأموال، تجعله عاجزاً عن تغطية الأعباء التمويلية تجاه الفائدة التي تدفع للمودعين، مما يخضع البريد المصري لضغوط هائلة ودائمة في إيجاد بدائل لتغطية الفارق بين ما تحققه تلك الاستثمارات وما يدفعه للمودعين، والذي بلغ لأكثر من 4 مليار جنيه خلال السنوات الأربعة الماضية، تكبدها البريد المصري دون مبرر!!..

وتناقض آخر، فيما يعلن من التوسع في منح الحوافز والبدلات والمكافآت للعاملين استرضاءً للبعض أو للكل، وبصورة  عشوائية وغير عادلة، لا تتناسب بما حققه البريد المصري من خسائر متلاحقة خلال السنوات الأربعة السابقة لتصل في مجملها لنحو 7ر2 مليار جنية، ودون وجود رؤية واضحة وقيمة مضافة لكثير من الخدمات التي يقدمها البريد المصري بأسعار زهيدة، تحت ضغوط الحكومات المتتالية، ويتكبد فحواها العاملون بالبريد المصري أيضاً دون مبرر!!..

تناقضـات البريد المصري كثـيرة ومتعـددة، وبقطـاعات عـدة تعمل في ظـل تلـك التناقضات، التي في نهاية المطـاف تجعـله في تلك الحالة الاهتزازية الارتجـالية التي لا تساعده على النهوض من كبوته...  

والحمـد لله الذي وهبـنا نعـمة العـقل الذي يجعــلنا نمـيز تلـك التناقضات!!..  
  
وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: