الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

أغــاني بريـدية !!...


الأغنـية هي مـا يتـرنم به من الكـلام المـوزون، مصحوباً في العادة بالعزف الموسيقي، وتختلف طبيعة الأغاني باختلاف مقاصدها، فمنها العاطفي ومنها الشعبي ومنها الوطني، وعادة تستخدم للتعبير عما بداخل الوجدان الإنساني في حالات الفرح والحزن، والفراق والحنين وغيرها...

والأغاني العربية عموماً كانت تمثل في معظمها نموذجاً للتعبير الشعوري عن حالات الحب والهجر والفراق، وما إلى ذلك مما ساقه الشعراء والأدباء العرب في أشعارهم وقصائدهم، والتي أمزجت تدريجياً بالعزف الموسيقي، وأنشدها فيما بعد أصحاب الأصـوات الرخيمة، فكانت في بعض الأحيـان كالقاطـرة تشد قطـاعاً كبـيراً من الناس لشوق الاستماع والاستحسان والمحـاكاة، فالكل كما يقولون يغني على ليله...

وهذا المعني من الحب والشوق والفراق، اقترن أيضاً في زمن ما، بالرسائل والخطابات البريدية، فكانت تلك الأغاني التي كانت تشير إلى البريد والمراسيل والجوابات، لإلقاء اللوم والعتاب على تأخر أو عدم رد الحبيب، فكثيراً ما كنا نسمع بعض تلك الأغاني التي أجد أهمها وضوحاً أغنية البوسطجية أشتكوا من كتر مراسيلي، للمطربة رجاء عبده.

أغاني كثيرة تعلقـت موضوعها بالمراسيل والجوابات، حيث كانت شأناً مهماً في التواصل العاطفي والوجداني بين العشاق والمحبين، منها على سبيل المثال: أغنية يا مرسال المراسيل للمطربة فيروز، وأغنية فاتت سنة حتى الجواب منه موصلش للمطربة ميادة الحناوي، وأغنية عاوز جواباتك للمطربة نجاح سلام، وجواب للمطرب عبد الحليم حافظ، وأغنية أكتبلك جوابات واستنى ترد عليه للمطربة ليلي مراد، وأغنية بعت لك جوابين وليه مجاش الرد للمطرب محمد عبد المطلب، ومراسيل لمحرم فؤاد، وجئت تأخذ رسائلها للمطرب محمد عبده، وغيرها ...

الأغاني البريدية المتعلقة بالحب والشوق والفراق متعددة وكثيرة، وكثيراً ما كان يلقي باللائمة على موظف البريد سواء بالتأخير أو ضياع الرد، حتى اضمحلت تلك الأغاني وزمنها الجميل، وبالتالي أصبح شكوى البوسطجية ليست من كثرة الخطابات بل من قلتها...

الآن انتظار الخطابات والمراسلات أصبح مصدر للقلق والخوف، فأما أنها قادمة من المحاكم، أو من مصلحة الضرائب، وأقلها إزعاجاً إشعارات البنوك، فالحب والعشق والفراق الآن أصبح إلكترونياً...    

وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: