الخميس، 19 ديسمبر 2013

نادي البريد المصري !!...


فجأة وبدون مقدمات خرجت علينا النقابة العامة للبريد بمطالبة الإدارة العليا بإنشاء نادي للبريد المصري، فبعد ربع قرن من الزمن أو أكثر والبريد المصري يقوم بخصم جنية واحد من أكثر من خمسين ألف موظف شهرياً لحساب هذا النادي، تبين أنه لا يوجد نادي!!..

هذه ليست دعـابة أو أضحـوكة أو مزحـة كالتي أطلـقها الفنـان "عـادل أمـام" في مسرحيته الشهيرة "شاهد ماشفش حاجة" حين هدده محصل مصلحة التليفونات برفع عـدة التليفون إذا لم يدفـع الفاتورة، رغم أنه غير مشترك بالخدمة!!.. بل هذه هي الحقيقة التي نتعايش معها، ليس البريديين فحسب، بل يعيشها كافة المصريين، فمنطـق الاستخفاف بالعقـول والاستغـفال بجبـاية المال من جيوبنـا دون منفعة مقابلة أو خدمة فعلية واقع يومي نعيشه، بدءاً من تحصيل رسوم النظافة على فاتورة الكهرباء جبراً، إلى ما يتم لصقه على نماذج الخدمات الحكومية من طوابع ودمغات!!..  

الدعابة في الموضوع ليست في اكتشاف عدم وجود النادي، أو طريقة استيلاء البعض على المبالغ التي تم تحصيلها من العاملين خلال تلك السنوات، بل الدعابة الحقيقية تكمن في أمرين:
الأول : أنه بالفعل تم تخصيص قطعة أرض شاسعة من هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بمدينة العبور بغرض إنشاء نادي رياضي واجتماعي لجموع البريديين، إلا أن المسئولين بالبريد المصري والقائمين على أعمال هذا النادي المزعوم كان لهم توجه آخر، باستمرار فرض الجباية المقطوعة من رواتب العاملين دون المضي قدماً في بناء سور للأرض تمهيداً لإنشاء النادي، وكأن هؤلاء البريديين ليس لهم حظاً في الدنيا كبقية خلق الله، فهم أقل وأدني - من وجه نظرهم- من أن يحصلوا على جزء من الراحة والترفية والاستمتاع كبقية البشر، فتم سحب الأرض وبيعها بمعرفة هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بعد إنذار البريد المصري عدة مرات بضرورة استغلال الأرض فيما خصصت له.

أما الثاني: الأكثر سخفاً هو قيام النقابة العامة للبريد والتي تطالب بإلغاء الخصم من رواتب العاملين في حالة عدم إنشاء النادي بالفعل، بتحصيل مبلغ 2 جنية من كافة العاملين بالبريد المصري، بخلاف 25ر1 جنيه للزمالة المركزية والمحلية، دون تقديم خدمات نقابية حقيقية أو معاش للمتقاعدين أو مساعدات معقولة لأعضائها في أوقات الضيق والشدة والمرض، وكل ما تقوم بها هو الدعاية لنفسها ولأعضائها، ومدح وتمجيد الإدارة العليا، ومن باب ذر الرماد في العيون الترويج لبعض الرحلات الترفيهية مقابل مبالغ تفوق تكلفتها الفعلية.

أيها الإخوة البريديين، الآن تبين مدي الاستخفاف واستغفال العقول، فالنقابة التي جاءت بقانون باطل واستمرت بالزور والبهتان، لا يمكن أن تخدم أعضائها، أو تجلب لهم خيراً أو المنفعة...      

وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: