الأحد، 1 ديسمبر 2013

بريديون ضد الفكاكة !!...


بداية من هم البريديون؟!.. هم أنا وأنت، مهما كانت طبيعة العمل، سواء كانت بمكتب بريد أو منطقة توزيع أو إدارة عامة، ومهما كان المكان، من مرسي مطروح شمالاً حتى الأقصر وأسوان جنوباً، فنحن البريديون على اختلاف المعرفة الثقافة والعلمية والدرجة الوظيفية نمثل شريحة مهمة من شرائح الطبقة الوسطي بالمجتمع المصري، هذه الطبقة المناضلة التي لطالما دافعت عن حريتها وكرامتها وتماسك وضعها الاجتماعي من التآكل لسنوات عدة.

أما الفكاكة، ذلك المصطلح الجديد، فما هو إلا نتاج استخفاف تلك الطبقة الحاكمة المسيطرة المستأثرة بالسلطة والمال، بعقول الآخـرين، فالفكاكة كالفهـلوة والشطارة، التي تبيـح اغتصاب حقـوق الآخـرين، بالتدليس والتزييـف والغش، من أجـل الحفـاظ على وضـعها الاجتمـاعي ومكاسبها التي اغتصـبتها عبر سنوات، من قـائد إلى قـائد ومن رئيس إلى رئيس، فالفكاكة باختصـار تعـني بعـد قيـام ثورة 25 ينـاير، "لف وأرجـع تاني !!..".   

هكذا، بعد اللـف والرجـوع لنقـطة البدايـة، ستعاود أيها المسكين الكـره مـرات ومـرات، حتى لو قمت بثورة أو اعتصـام أو مظاهرة، ستظل مكانك ضمن تلـك الطبـقة الكادحة المقهـورة التي لا تستطيع أن ترفـع رأسها أو تحلـم بإلحـاق أبنـائها بالسلك الدبلوماسي أو القضـائي أو العسكري، وعظـيم حلمـها الحصـول على الحـد الأدنـى للأجــور، أو إيجـاد عمل بسيط لأحـد أبنائها، فتلـك قـواعد الفكاكة!!..   

تلك الفكاكة هي التي جعلت كل رؤساء مجالس إدارات البريد المصري منذ قيام ثورة 25 يناير وحتى الآن بالتوقف والعجز عن تصويب خـلل توزيع حافز التميز، ذلك أن تلك الطبقة المسيطرة المستأثرة، دائماً ما تمنح نفسها الأولوية والأفضلية في صرف تلك الحوافز، بغض النظر عن تدافع وتطاحن وعذابات بقية العاملين بالبريد المصري، وكذلك التوقف والعجز عن تصـويب تلك القـرارات الإدارية الباطـلة الظالمة التي صـدرت في 26/12/2010 والبالغة نحو 378 قـراراً بترقية ما يقـرب من ألف من العاملين لدرجـة مديـر إدارة ومديـر عـام، وما يتقاضونه من حوافز تميز تبلغ نحو مليون جنية شهرياً، دون استحقاق الكثير منهم، لمجرد أنهم من تلك الطبـقة المسيطرة المستأثرة أو من مريديهم، ناهـيك عن عشرات الوظائف التكرارية الغـير مدرجة بالهيكل التنظيمي من مساعد مدير عام ومساعد رئيس قطـاع، وكلها وظائف هامشية لا مبرر لوجودها إلا للتمتع بصرف الحافـز والمزايا الأخري، لإرضاء بعض العاملين ومن باب ذر الرماد في العيون.

البريديون بالتأكيد ضد تلك الفكاكة، وسيظلون كذلك لطالما طلت علينا لائحة الحوافز الجديدة بنفس خصائص وسيئات اللائحة القديمة، وكفاية فكاكة !!..   

وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: