السبت، 1 مارس 2014

الإدارة العليا بالبريد المصري!!..



يقصد بالإدارة العليا، شاغلي تلك الوظائف التي تقع تحت الإشراف العام لرئيس الوحدة أو الهيئة، ويناط بهم تحديد السياسات والخطط والأهداف الرئيسية للوحدة، واتخاذ القرارات اللازمة لتحقيق تلك الأهداف، وتشغل في الغالب بدرجة مدير عام أو رئيس قطاع أو نائب رئيس مجلس إدارة...

هذه الوظائف العليا والتي حدد القانون المصري شغلها طبقاً للقانون رقم (5) لسنة 1991، الغير مطبق أصلاً، أصبح شغلها الآن بالرشوة والواسطة وبالانحناء والطاعة وبأشياء أخري إذا ذكرتها أقع تحت طائلة القانون، ذلك لأن مسرحية اختيار تلك القيادات العليا تتم بواسطة قيادات أعلي جاءت بنفس الأسلوب والطريقة، لا تريد سماع إلا صوت من يهلل ويصفق لها، وكل إناء ينضح بما فيه!!..

وهذا هو حال شغل الوظائف العليا بالبريد المصري كغيره من الهيئات ومؤسسات الدولة، الاختيار فيه يتم على أسس الولاء والسمع والطاعة لا على أسس الكفاءة والإبداع وأفكار التطوير والإنجاز، فكانت تلك القيادات الفاشلة عبئاً على سياسات الإدارة وأهدافها من أجل تحقيق فوائض مالية خلال السنوات السابقة، فأضحي البريد المصري خاسراً عاماً بعد عام، دون أن يتحرك فاشل من على كرسيه، بل يطاح فقط بالمعارضين وقليلي الولاء!!..

معظم تلك القيادات الهشة انكشفت سوءاتها وسقطت ورقة التوت عن عوراتها خلال الأزمة الراهنة بسبب قيام بعض العاملين بالتظاهر والاعتصام من أجل تطبيق الحد الأدنى والأقصى للأجور، إذا أن معظم تلك القيادات وقفت عاجزة عن تلبية مطالب العاملين العادلة وعدم القدرة على تبرير أسباب خسائر الهيئة، والضغط من ناحية أخرى لاستمرار العمل، وذلك حرصاً على مكاسبها وما تتمتع به من مميزات مالية وعينية، فارتضت لنفسها ذهب المعز وحلاوة موكبه وديباج سلطانه...

الإدارة العليا بالبريد المصري، سواء كانت من العاملين بها أو من خارجها، يسيرون في فلك رئيسهم الأعلى، فهو صاحب الفضل عليهم بالاختيار والعطايا والمكافآت، ومنهم الذي يكافح من أجل مزيد من الترقي، منهم الساكت المنزوي عن الحق، ومنهم من يعمل في الخفاء لمصالح شخصية وذاتية، كالذئاب المجتمعة على موائد اللئام، إلا القليل منهم...

هكذا كانت عهود الظلام، لا حق ولا عدل ولا مساواة، بل فساد واستبداد، وقلة منحرفة تجهز على السلطة بالباطل، لا تعي إلا مصالحها وذاتيتها، ومن ورائها الطوفان ومزيد من الخراب والدمار!!.. وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِه وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ.  

وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: