الجمعة، 14 مارس 2014

لصوص البريد المصري !!..



اللصوص أنواع، نوع فاجر قادر يسرق مستعيناً بقوته الجسمانية وبتهديد سلاحه القاتل وعصابته المساندة، دون حياء أو خوف، ونوع آخر ماكر يستخدم عقله وذكائه في سلب ما يريد من الآخرين دون عناء التصادم والمخاطرة.  

واللص سواء كان فاجـراً أو ماكـراً لا يسرق حين يسرق وباعتقــاده خطـأ الملامـة وفداحـة الذنب، وأن كان، فتبريـره حاضر وأسبابه الواهـية الشيطانية تريـح ضمـيره، خاصة اللص الماكر...  

والبريد المصري عرف كل أنواع اللصوص، سواء من الداخل أو الخارج، فأصبح السطو المسلح على المكاتب البريدية حديث الساعة، ومجالاً خصباً للصوص النوع الأول، أما النوع الآخر فهم لصوص الداخل، حيث الأناقة والوسامة وخفة الدم، لصوص ولكن ظرفاء!!..

هؤلاء اللصوص الظرفاء، انقضوا على أموال البريد المصري وأموال مودعي صندوق التوفير منذ سنوات، بالقانون تارة والتزوير تارة أخري، في غيبة كاملة لكافة الأجهزة الرقابية، فهم يعلمون أن تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات مصيرها سلة القمامة، وأن النيابة الإدارية دائماً غير مختصة، أما نيابة الأموال العامة فهي مشغولة بما أكله الرئيس محمد مرسي من بط وحمام أثناء توليه رئاسة الجمهورية...

ولكن لماذا هم لصوص ظرفاء، لأنهم الآن يرفعون شعار الوطنية، ويطالبون العاملون البسطاء الآن بالتفـاني في العمل والاجتهاد، لكي لا يقـع الوطن في مستنقع الفوضى والخراب، وإعـلاءً للصالح العـام واستقـرار البـلاد، ويطالبـون المسروق أن يشد الحزام علي بطـنه الفارغة، وإلا كانـوا من أعـداء الوطن وعمـلاء وخـونة، يتلقـون أمـوال وتعليمات الأعـداء بالخـارج لإفشال خارطـة الطـريق!!..

لصوص البريد المصري، لم يسرقوا أموال البريد المصري وأموال مودعي صندوق التوفير فقط، بل سرقوا أيضاً أحلام وطموحات وآمال جموع العاملين فيه، في تأمين مستقبلهم ومستقبل أبنائهم من عيش كريم وحياة مساوية لأقرانهم العاملين بالبنوك أو الهيئات الأخرى الأكثر احتراماً وتقديرا لعامليها.      

ما يثير العجب الآن والسخرية أحياناً، اعتقاد البعض أن يقوم هؤلاء اللصوص الظرفاء وما يدعونه من وطنية زائفة بإعادة ما سرقوه حباً للهيئة والوطن، أو لتحقيق شعار ثورة 25 يناير، عيش، حرية، عدالة اجتماعية، أو حتى التنازل عن جزء من مخصصاتهم ومزاياهم، فهم لا يدركون أن الزرافة قد ماتت، ومن يقبر لا يعود!!..    

وللحديث بقية أن شاء الله...

هناك تعليق واحد:

كريم الاسكندرانى يقول...

مافيش غير جمله واحده هقولها بس...حسبى الله ونعم الوكيل