الثلاثاء، 25 مارس 2014

الاستخفاف في البريد المصري!!..



الاستخفاف هو مرحلة ما بعد الاستغفال، ويعني الاستهانة والانتقاص من قـدر وعقـل الآخـرين، وهذا الاستخفاف حكـاه القرآن الكريم عن فرعـون بصـورة رائعة في قوله تعالي: "فاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَـاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُـوا قَوْمًـا فَاسِقِينَ" حيث جـاء متدرجـاً خطـوة خطـوة، أولا: بإلغـاء حـرية التعبير عن الرأي وتبني مرجعـيته الاستبدادية "مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ"، فأطـاعوه... ثم: مصـادرة ثروات البلاد وخيـراتها "أَلَيْسَ لِي مُلْـكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَـارُ تَجْـرِي مِن تَحْـتِي"، فصفقـوا له... وأخيـراً: التفويض بالتخلص من معارضـيه "ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَـافُ أَنْ يُبَـدِّلَ دِينَـكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ"، فأعطـوه... 

فالاستخفاف سنة فرعون ومسلك الحكام الطواغيت، ومنهج وسبيل كل الإدارات الظالمة الفاسدة على مر العصور، فلا رؤية إلا رؤيتها، ولا فائدة أو منفـعة إلا لصالحـها، وإلا فالعمالة والخيـانة والعقـوبة الحـازمة الرادعـة للمخـالفين والمعارضين، حتى ولو كنـا في البريد المصري... 

فالاستخفاف في البريد المصري، صار منهجـياً كاستخفاف فرعون بقومه، باحتكـار وعـزل المعـرفة عن العاملين وتغيب عقـولهم بالإشاعات وبالأحاديث الصحفية والتلفزيونية المغلوطة، وحجب بيانات الحساب الختامي وموقف الهيئة المالي، وإخفاء بيانات الشركات التابعة والشقيقة، والتكتم على رواتب المستشارين والمقربين وإخفاء رواتب ومكافآت أعضاء مجلس الإدارة، ثم تأتي المرحلة اللاحقة بنهب أموال الهيئة وأموال مودعي صندوق التوفير بضخها في استثمارات هابطة، وأوراق مالية نافقة، وشركات وتعاقدات مشبوة فاسدة، وأخيراً قهر العاملين وسلب حقوقهم المالية والمعنوية المشروعة، ومواجهتهم بالتنكيل وبالتهديد والاعتقال إذا لزم الأمر...

الاستخفاف بالعقول صار مفضوحاً لا حياء فيه، وأصبح لدينا الآن فراعين، كل علي حسب موقعه ومنصبه، في البريد المصري وغيره، ونحن في انتظار مشهده الأخير بغرق فرعون وجنوده، ومن أطاعوه من الفاسقين، دونما طوق نجاه!!.. 

سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ ۖ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا. 
وللحديث بقية أن شاء الله... 

ليست هناك تعليقات: