الاثنين، 17 مارس 2014

أهل الفن على طوابع البريد المصري!!..



من الأشياء الجميلة في بلادنا أنها دائماً ما تحتفي بالفن وأهله، وتخصص له يوماً للاحتفال بالمبدعين منهم، كاحتفالها بأعياد عديدة كعيد العلم وعيد الفلاح وعيد الشرطة وعيد الأم وغيرها، ويا رب كتر أعيادنا!!..

الاحتفال بعيد الفن هذا العام جاء بعد انقطاع عدة سنوات، ويأتي والفنون المصرية عموماً تعاني هبوطاً وانتكاسات لا مثيل لها، فلا أفلام سينمائية ناجحة، ولا كتابات مبدعة، ولا حتى مسرح هادف، فالاحتفال جاء كالعادة في غير موضعه، فنحن نحتفل بعيد العلم في زمن الجهل والجهلاء، ونحتفل بعيد الفلاح، ونحن نستورد معظم غذائنا، ونحتفل بعيد الشرطة، مع تزايد قمعها ومخالفتها لحقوق الإنسان، وبعيد الأم، في ظل سن قوانين تشتت الأسر وتشرد أطفالها...

وهكذا، ففي مصر كم من المبكيات المضحكات، ويبدو أن قيادات الدولة قد تذكرت فجأة عيد الفن والاحتفال بأهله وتكريمهم، حيث وقف معظمهم صفاً واحداً لمناهضة وتشويه  ثورة 25 يناير، ونسيت أن تحتفل بعيد سكان القبور والعشوائيات، وعيد الباعة الجائلون، أو حتى عيد سائقي الميكروباس والتوك توك...   

بيد أن البريد المصري دائماً ما كان سباقاً لتخليد ذكري هؤلاء الفنانين والاحتفاء بهم بإصدار طوابع بريدية تذكارية للعديد منهم، إلا أن هذا العام وفي ذلك الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، كان هذا الاحتفاء أكثر إيجابية وحيوية بمشاركة السيد وزير الاتصالات بالاحتفال، حيث ترك القيادات البريدية التي تجمعت أمام مكتبه لمناقشة أزمة إنهاء إضراب العاملين بالبريد ومطالبهم المشروعة لتطبيق الحد الأدنى والأقصى للأجور، لمشاركة أهل الفن فرحتهم!!..

كثيرا ما يسألنا بعض الزملاء -خاصة الشباب منهم- لماذا نحن العاملون في البريد المصري ينظر إلينا بتلك النظرة الهامشية؟!.. والإجابة باختصار، ليس أنتم تحديداً،  فالدولة المصرية الآن لها أولويات، والفن والإبداع وتكريم أهله من أولويات المرحلة، وعلى العاملين بالبريد المصري وغيرهم، أن يتفهموا طبيعة تلك المرحلة العصيبة في عمر الأمة، ببذل المزيد من العمل والإنتاج، والكفاح من أجل نهوض الوطن!!..

ألم تسمعوا أغنية: مانقولش أيه ادتنا مصر ونقول حندي أيه لمصر ... عيب عليكم، فالمغنية حتى تونسية !!..

وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: