الخميس، 6 مارس 2014

وكسة البريد المصري !!..



الوكسة كلمة عربية، أصلها الوكس، وتعني النقص والجـور، يقال كما ورد في لسان العرب لأبن منظور، وكست فلاناً أي نقصته حقه، ويقال أيضاً وكس فلان في تجارته أي خسر ماله...

ما وجدت الآن كلمة أكثر منها ملائمة وتعبيراً لحال العاملين بالبريد المصري، بعدما انتفض العديد منهم مطالباً بحقوق ضائعة منذ سنوات، ولتصحيح مسار هذا المرفق العريق للنهوض به من كبوته، بالاكتفاء بقبول بعض المزايا المالية كالعادة، دون الخوض في ما آلت إليه الأمور بمرفقهم من فساد ونهب لأمواله أدت به في نهاية المطاف ليكون خاسراً عاجزاً عن تحقيق طموحات العاملين فيه!!..

ومع مزاعم الانتصار وطبل وزمر المهللين، نسي الجميع الإجابة عن أسباب خسائر الهيئة خلال السنوات السابقة، وحجم ما أهدر من أمواله وأموال مودعي صندوق التوفير في شركات خاسرة واستثمارات فاشلة، تربح من خلفها لصوص لا دين لهم ولا ضمير، وعن كيفية تمويل تلك الزيادة في حافز الأداء، وتكاليف العلاوة الدورية السنوية بنسبة 7% من الأجر الأساسي، وكأن الإدارة الحالية أصبح لديها الآن وبعد الإضراب، عصي سحرية لتحويل الخسائر إلى أرباح، أو أنها اكتشفت بالمصادفة خطأ أرقام الحسابات الختامية الخاسرة خلال السنوات السابقة!!..

ومع الانزعاج والحيرة التي تراود عقلي في سياسات تلك الإدارات المتعاقبة على البريد المصري، بالتستر على الفساد، وإصرارها على الإبقاء على بعض القيادات الفاسدة بها دون تغيير، أو الاستعانة ببعض الخبرات الخاصة من خارجها بالواسطة والمجاملة، وعدم الشفافية في الكشف عن رواتب والمزايا المالية لهؤلاء، والاستمرار على نفس نهج السابقين في التغطية وعدم الكشف عن القوائم المالية للهيئة بفصولها الثلاثة سنوياً أو القوائم المالية للشركات التابعة والشقيقة، أو إظهار أين تضخ استثمارات الهيئة، ولصالح من؟!.. وما تقوم به من تعاقدات مشبوهة مع هيئات وشركات أخري بعقود إذعان، تجعل من البريد المصري ذليلاً لا قدرة له على الوفاء بالتزاماته تجاه طموح العاملين فيه!!..

الوكسة حقيقية وبفعـل فاعل، وفرحـة بعـض الزمـلاء بما سوف يحصلون عليه من فتـات، لن يطـول كثـيرا بارتفـاع الأسعار وتكالـيف المعيشة المتزايـد، واستمرار خفافـيش الظـلام بالهيئة ومكرهم المتجـدد بالليل والنهار لنهب وإهدار أمواله، في حماية ومباركة الأجهـزة الرقابية التي تعكف على كتابة توصيات وتقارير تزيد فقط من قمامة العاصمة!!..

وإلى اللقاء في الإضراب القادم ...
وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: