الاثنين، 14 أبريل 2008

التعليم عن بعد .. والتأهيل البريدي


يبدو أنه مع التطور الهائل والمتسارع في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لم تعد أساليب التعليم التقليدية كافية وبخاصة مع تزايد إعداد الطلاب بمراحل التعليم الجامعي وما بعد الجامعي، كما أن الأساليب التقليدية لم تعد مناسبة مع التوجهـات العالمية للنمو الاقتــصادي المستـند بالأسـاس إلى مزيد من المعـرفة والتخصـص... ومن ضمــن تـلك التــوجهـات، التــوجـة نحـــو التعـلـيم الإلكتــروني E-Learning والتعـلـيم عن بعـد Distance Learning والتعليم الأفتراضي Virtual Learning حيث يعتقد كثير من العلماء والباحثين أن التعليم الافتراضي سوف يشق طريقه مستقبلا في جذور العملية التعليمة بشكل أساسي وواعد، إذ أن التطور الهائل في تقنية الوسائط المتعددة وأساليب الأتصال بالصوت والصورة والحوار عبر الانترنت سوف يحدث أشكالاً جديدة في عمليات التعليم والتأهيل ..
.
فالتعليم الإلكتروني باختصار هو استخدام التقنية والاتصالات الحديثة من كمبيوتر وشبكات ووسائط متعددة من صوت وصورة وآليات بحث ومكتبات إلكترونية وبوابات الانترنت وغيرها من البرمجيات المختلفة لتوصيل البرامج التعليمية للمتعلمين في أسرع وقت وبأقل جهد وبفائدة أكبر.
.
وفي البدايــة كان التعليم عن بعــد يعني التعليم بالمراسلة، أي أن الوســيط كان الخــدمة البريدية، وتطــور شبكة تلك الخدمة أنتج التعليم بالمراسلة عبر المــواد المطــبوعة والمكتــوبة، كما أدي بدء البث الإذاعي إلى استخدام الراديــو في التعليم، وبتقــدم الصناعــات الكهربائــية والإلكترونــية ازداد دور الصوتيات بشكل عام في التعليم من خــلال أجهــزة التسجيل، ثم ظهر التلفزيــون، وتــلاه الفيديو، وازدادت أهمية أشكال البث التعليمي، سمعا ورؤية... ومع شيوع استعمال الأقمار الصناعية، وبانتشار أجهزة الكمبيوتر والانترنت، أصبحت تطبيقــاته خاصــة تلك القائمة على التفاعل من أهم وسائل التعلــيم عن بعد، وأكثرها فعــالية، وعلى وجه الخصــوص في ميدان التعـلم والتأهيــل الذاتي.
.
واتحــاد البريدي العالمي قد إدرك التأثير الإيجابي للتأهيل عن بعد، حيث يبلغ عدد العاملين بالشبكة البريــدية العالمية نحو خمسة ملايين موظــف، وأن مثل هذا التأهــيل سوف يشكل إداة مثالية لتحسين مســتوي وكفاءة هولاء العاملين، مما جعله يبادر بإنشاء المحور الإلكتروني للتأهيلي البريدي http://www.upu-trainpost.com/ar/trainpost_index.htm ، والذي يتولي البريد التونسي إحتضانه منذ أغسطس 2004 بنجاح ، حيث يتم تقديم نحو عشرون درساً على شبكة الانترنت باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية في مجالات متنوعة مثل المحاسبة التحليلية والتنظيم البريدي والخدمة الشمولية والنفقات الختامية والتسويق وغيرها... ورغم دقة وكفاءة القائمين على هذا البرنامج، إلا أنه لايزال من الضرورة تحديث عرضه وتطوير وسائل الاتصال بين المتعلم والمدرب بحيث يتم توجيهه نحو موضوعات أكثر فاعلية وملائمة للتطورات البريدية الحديثة.
.
أما على مستوي الإدارات البريدية، فتظهر شبكة التأهيل الإلكتروني لإدارة بريد الصين، التي افتتحت في يوليو 2005 كأبرز مركز تأهيل وتدريب محوري للخدمات البريدية الداخلية، نظراً لعدد العاملين بالبريد الصيني البالغ 700 ألف موظف، حيث تم تدريب نحو 300 ألف موظف من خلال 47 برنامج يضم 236 درساً يقدم على الخط الإلكتروني خصوصاً حول التسويق والخدمات المالية والبريد الدعائي ... وترتكز عليه الإدارة الصينية في إعلام وتأهيل موظفيها بالفوائد الفنية والتقنية التي يمكن أن يتم تطبيقها على وظائفهم، لتحسين مستوي الإداء التطبيقي لديهم.
.
وفي عالمنا العربي، ورغم الطفرات المتصاعدة لمستخدي شبكة الانترنت المتكلمين باللغة العربية البالغ عددهم نحو5ر28 مليون، فمازالت معظم الإدارات البريدية العربية بعيدة عن التوجة نحو التعليم عن بعد والتأهيل الإلكتروني المهني لموظفهيا، سواء على المستوي التأهيل الداخلي أو الدولي ... ورغم ما تبذله بعض تلك الإدارات من جهد لتثبت أقدامها بأبواب تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات فمازالت تبحث عن كوادر فنية متخصصة في المجال البريدي يرفع من الإداء التطبيقي للوظائف الأكثر تخصصاً، والذي من الضروري أن يواكب حركة التنمية البريدية الدولية ، ناهيك عن إمكانية الاستفادة من العلوم التطبيقية الأخري في الإدارة والتسويق واللغات ... والتجربة الصينية خير شاهد !!..
.
وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: